بقلم فتحي الذاري
إن الحديث عن الشهادة يعني الحديث عن أسمى معاني التضحية والفداء، ويستحضر أمامنا ذكرى الشخصيات البارزة التي تجسد هذا المعنى، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله والشهيد هاشم صفي الدين. هؤلاء الأبطال، الذين خدموا قضايا الحق والدفاع عن الوطن والمظلومين، يمثلون نماذج للقيم الإنسانية الفاضلة والإيمان الراسخ بالله.
تتجلى عظمة الحديث عن الشهادة في قول الله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران: 169). تحمل هذه الآية في طياتها رسالة قوية، تلخص المعنى العميق للشهادة بأنها ليست نهاية، بل هي بداية جديدة للحياة الأبدية. يجسد الأبطال مثل السيد حسن نصر الله الشهيد هاشم صفي الدين هذا المعنى، حيث إنهما تركا إرثًا عظيمًا من العزيمة والإيمان في نفوسنا جميعا
السيد حسن نصر الله، برؤيته العميقة وحنكته السياسية، رسم معالم الطريق لمقاومة مستدامة في مواجهة التحديات. إن إنسانيته وقيمه النبيلة تجعله قائدًا يؤمن بقضية شعبه، ويناضل من أجل تحقيق العدالة والسلام. لقد كان دائمًا متمسكًا بعقيدته، مؤمنًا بأن الحق يُنتزع بالجهد والصبر، وراهن على الشعب ليكون شريكًا في صناعة المستقبل.
أما الشهيد هاشم صفي الدين، فقد كان مثالًا للمجاهد الصادق الذي وهب حياته في سبيل الله. إن تضحياته وشجاعته لا تُنسى، وقد أصبحت رموزًا تُلهم الأجيال الحاضرة والمقبلة. مثالته تؤكد روح الإيثار، حيث قدم نفسه فداءً لمبادئه وقيمه، تاركًا خلفه أثرًا لا يمحى في تاريخ المقاومة.
في ظل التحديات التي تواجه الأمة، ينبغي لنا أن نحافظ على العهد الذي قطعناه مع شهدائنا. لنستمد من حياتهم العبر والدروس، ولنُجدّد التزامنا بالقيم التي دافعوا عنها. الشهادة ليست مجرد كلمة بل هي منهج حياة يتطلب منا الإصرار على الحق والعزم على الفعل.
فلنُخلص في وفائنا لذكرى الأبطال، ونعمل في سبيل تحقيق الأهداف التي من أجلها ضحوا. نعتز بتراثهم، ونُجدد العهد بالاستمرار على الدرب، مؤمنين بقدرة الإيمان والتضحية على تغيير الواقع وبناء مستقبل أفضل.
رحمة الله على الشهداء، وعزاؤنا هو أن نكون أوفياء لمبادئهم، وأن نسقط كل محاولات النيل من إرادتهم. نحن على العهد باقون، نُحيي ذكراهم في قلوبنا ونحمل راية الحق عالية، مدفوعين بروحهم الجبارة.